ما الهدف وراء اثارة الاعلام العربي لقضية المثليين؟

No comments


روان يونس

انا وغيري من المثليين نعتبرها قضية تستوجب الدفاع عن مبادئنا وتصحيح المفاهيم المغلوطة المحيطة بنا ونيل كامل حقوقنا القانونية في المجتمع وفرض احترامنا على المصابين برهاب المثلية. لكن الاعلام لا يعتبرها كذلك، يعتبرها ملفا ساخنا يفتح له آفاقا تجذب عدد أكبر من المشاهدين لأثارة الجدل لا أكثر. الاعلام نفسه لا يحترمنا ومصاب بالرهاب وليس من مصلحته نيل حقوقنا. الاعلام نفسه غير مثقف تجاهنا ويحمل تلك المفاهيم الغبية بدءا بالمصطلحات التي ينعتوننا بها نهاية بحقدهم المبطن غير مبالين تعريضنا للخطر المحاق بنا من قبل الحركات والأحزاب الدينية التي تعتبر قتلنا امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر!
نعود للسؤال: ما هو الهدف من اعداد برنامج عن المثلية او تقرير او ما شابه؟ هل خرج اعلامي واحد في برنامجه وقال أوقفوا قتل المثليين؟ هل قال اعطوهم حقوقهم؟ هل خرج اعلامي مصرحا هم ليسوا شواذا ولا مرضى ويجب احترامهم ولهم حق العيش كما يرغبون؟ هل خرج اعلامي واحد وقال المثلية لا تتعلق بأسباب بل يولدون كذلك كونها طبيعة بحتة؟
طبعا لا... كلما ناقشت صحفيا واعلاميا وطرحت عليه هذه الأسئلة اعتبري اهاجمه او اختبئ بالظل وراء شاشة الفيسبوك محاولا استفزازي لا أكثر. وحين اسأل ان كنت خائفا من المناداة بحقوقنا اذن ما هو الهدف من برنامجك هذا غير أنك تود طرح حالة او ظاهرة؟ عزيزي نحن لسا بظاهرة ولا حالة لأننا غير منوطين بأسباب اجتماعية او نفسية او غيرها كانت وراء وجودنا، ولسنا حالة او شريحة آنية الظهور او مؤقتة، الحالة او الظاهرة تُطرح لغرض دراستها وعلاجها ونحن لسنا فأرا لتجاربك ودراساتك لا انت ولا مجتمعك المريض بالرهاب والقمع. وجوابا على استفزازك لي انا لا اختبئ وراء شاشة بل أعيش حياتي بشكل طبيعي وكل من حولي يعرف ماهيتي، لكنني ذكية واجيد التمييز بين منبرٍ يمكنه إيصال صوتي وآخر يعرضني للسخرية ويعرض حياتي وحياة الاخرين للخطر، فكلما خرج اعلامي علينا ببرنامج تافه من هذه خرج خلفه الكارهون والارهابيون من ميلشياتكم الدينية وقتل اعداد منا دون حق. وكيف تتوقع مني ان اناقش شخصا اول ما بدأ حديثه معي قائلا اود عمل تقريرا عن الشواذ؟
اذهب واقرأ بعضا من مقالاتي –بالتحديد- وثقف نفسك أولا وحين تملك الشجاعة الحقيقية التي لا مصلحة خلفها لرفع صوتك عاليا مناديا بحقوقنا سوف أكون اول من يضع يده بيدك.
اعتزائي المثليين أدعوكم لعدم تعريض أنفسكم للسخرية والخطر من اجل ان تستفيد منك جهة إعلامية ما وتستغلك لمصلحتها أولا وأخيرا، بل كن حذرا بتعاملك مع أي جهة وتأكد من الهدف وراء جريها نحوك. الإعلاميين مثلهم مثل منظمات المجتمع المدني الغير ربحية حين تحتاجك تجدها تلتصق بك أينما ذهبت وبمجرد ما ان تحصل على مرادها تتبخر!

No comments :

Post a Comment

بطل فلم هندي

No comments


روان يونس

حاليا؛ متخيّلة حالي (بطل مش بطلة) بشي فلم هندي تحديدا (لانو يطغى عليها عنصر المبالغة كتير مثل حياتي). بطل مش بطلة لانو ولا مرة وفقا للثقافة الهندية الشرقية ايضا في امرأة تحرر قريتها وتضرب الاشرار وتنقذ حبيبها من زواج قسري بشي وحدة غنية وتطير فوق السيارات والبوكس تبعها يطير شي خمس رجال ضخمين.. دور المرأة بالافلام الهندية دايما هو محفّز للبطل انو يعمل كل هاد مشانها وانو ترقص وتغني ويمكن يغتصبوها باحد المشاهد او يخطفوها وبالاخير تطلع اختو او تموت.. بطل مش بطلة مو لاني بدي اتشبّه برجل لا ابدا طالما الدور التخيّلي يله عم العبوا ما الو علاقة باللي بين رجلين الشخصية.
المهم... انا حاليا بطل بالفلم الهندي يلي يحرقولي فيه قريتي ويذبحوا اهلي واتخلوا عني صحابي وباعوني لرئيس العصابة خوفا منو وطمعا باللي رح يقدموا الهن، الفلم يلي حبيبتي ابوها عم يغصبها تتزوج واحد غني وشرير وقبيح اغتصبها باحد المشاهد الاولى للفلم وما قدرت ساوي شي، وعمي هو الوحيد يلي بيشجعني صير ثوريه وانتقم ع الظلم وجيب حق المظلومين وروح حارب العصابة وانزل فيهن ضرب وفوت ع قصر الشرير وبرقبتي طوق من الديناميت وهدد اني فجّر حالي اذا ضربوا علي اي رصاصة -بديهي انو رح انفجر ما اهبل الافلام الهندية!!- عموما... وبهاي الاثناء تجي الشرطة يلي كمان متواطئة مع الشرير وتاخدني وتخليني بالحبس كذا سنة، بسمع فيها انو حبيبتي ولدت ابن هداك الشرير الي اغتصبها وبالاخر ما اتزوجها هيك جكر فيني. وبعدين اطلع من السجن لانو خلصت فترة حكمي ولسه قرار الانتقام بداخلي لانو ما عاد عندي شي اخسروا والبس واتسلح مثل رامبو وارجع ع قصرو ناويه اقتلو انفذ عملية اقتحام كلها اكشن باكشن وبالاخر لما اوصل للشرير يطلع هو عمي ذاتو..!!!!
تعرفو شو ساويت؟
.
.
.
.
.
.
رح ارجع اعكس المشهد هلأ على حياتي الفعلية:
ضحكت ضحكا مبرحا واخذت عمي بحضني قلتوا وينك يا زلمة ما زرتني بالحبس؟ واطلع من قصرو لكفّي حياتي وانا مقتنعة انو طز بالمباديء والقضية والمظلومين وقريتي وصحابي وحبيبتي وابنها... وعلّق الصدمة شهادة تخرج على حايط غرفتي.
وشكرا

No comments :

Post a Comment

شو يعني انك تكتشف حالك (ذاتك) او الحياة؟

No comments


روان يونس

سؤال طرح نفسه من خلال حديث مع رفيقة الي عايشة بامريكا تذمرت من غياب او انقطاع التواصل المستمر مع حبيبتها وعدم استقرار حبيبتها بعمل او سكن، فقلتلها اتركيها للبنت تكتشف. (نقطة على السطر)، قالتلي شو بدها تكتشف وهي عندا 24 سنة؟ قلتلها شو يعني ما انا عندي 31 سنة ولسة جوعانة للاكتشاف.. قالتلي اي ما انتِ كنتِ عايشة بالعراق! بس حبيبتي عاملة تاتو وبيرسنك بكذا وكذا مكان و.. قبل ما تكمل قاطعتها: الاكتشاف مش انك تبرمي بقطعة جغرافية محددة، اكتشاف الحياة منو اكتشاف الارض، اكتشاف الذات منو ساوي بيرسنك او تاتو او غير ستايلي! المهم انا نهيت الحوار لان شكلها اصلا معصبة من موضوع حبيبتها وخلاص مافيها تستوعب يلي بحكيه منو وقت فلسفة بالنسبة لألها.
الانسان ابدا ما بيبطل يتعلم اشيا جديدة بحياته ويتحدى ذاته. انا مثلا كان تفكيري محصور باني لازم كون شي ممثلة او اشتغل بمجال الفن والصحافة وبس، اهلي كان بدهنياني كون طبيبة، قمت جبت معدل متدني مشان اجبرهن فوت فن وكمان ما زبطت.. لما انخرطت بالحياة العملية وبديت كون مسؤولة عن نفسي واهلي كمان تغيرت كل مفاهيمي، بلشت اشتغل بمجال عمري ما تخيلت حالي فيه (البزنز)، كنت بكرهوا لاني مثل كتير شباب عراقيين تربوا على مباديء الاشتراكية والبطيخ كنت بعتبر حالي رح خون مبادئي واشتغل لصالح الرأسمالية، اي شئنا ام ابينا الرأسمالية هي يلي العالم متمحور عليها. بعدين لما طورت حالي بالشغل ودرست هلاختصاص حبيتوا كتير، كنت بكره شي اسمو ارقام ورياضيات صرت بحبهن، مع انو شخصيتي قيادية بس كنت بكره امسك شغل وكون مسؤولة عنو، وقت لما تركت العراق كنت مديرة قسم كبير بالشركة ومسؤولة عن اكثر من 20 مشروع انا لحالي بديرهن ودير فريق العمل معي. تركي للعراق بحد ثاته هو تحدي الي.. بلشت من الصفر، سألني صديقي قبل كم يوم لو تقارني حياتك قبل وهلأ ايا احسن؟ قلتلوا قبل كانت عندي وظيفة منيحة وراتب منيح واهل وبيت مستقر وصحاب وزملاء ومكانة اجتماعية، كانت عندي حياتي ببلدي، كنت بعرف شو بكره رح ساوي وكيف ومن وين رح بلش، بس ما كان عندي لا حرية ولا استقلال.. هلأ نوعا ما صارت عندي حرية واستقلال بس فقدت كلشي تاني ذكرتوا.. لان الموضوع منو موضوع مقارنة، هي معادلة (اذا بدك شي لازم تترك شي) لازم تضحي، وانا تركت اشيا كتير وتحديت حالي واهلي ومجتمعي وبلشت من الصفر لانو بدي اكتشف حياة جديدة وحالي مع معطيات الحياة الجديدة كيف رح تصير. 
التاتو والبيرسنك والتدخين والشرب وغيرها هاي مجرد ممارسات فيك انت تحولها لعادات وادمان او تخليها مجرد ادوات تسلية واحيانا اخرى رسائل تمرد لمجتمع يرفض انك تمارسها ويعتبرك شخص مشين وعار خاصة للبنت. الاكتشاف فلسفة اكبر بكتير من هاي الممارسات محورها التحدي.. احيانا في عالم من خلال علاقتك معهن تكتشف صفات فيك ما كنت لامسها من قبل، واحيانا مواقف ئدية صغيره وتافهه تخليك تكتشف عالم لا وتنصدم فيهن كمان.
وشكرا.

No comments :

Post a Comment

ما هي اسباب الغيرية الجنسية (السترايت)

No comments
روان يونس



 مجتمعاتنا متقولبة ومغلقة تجعل من الانسان معادلة من متغيرين تقبل اما الصواب او الخطأ فقط، او معطيات ثابتة منذ الازل تخرج لهم بما هو مطلوب من قبلهم وسائد. الانسان لم يمكن ابدا شكلا ثلاثي الابعاد اعزائي ولو كان كذلك لم اكن لاخاطبكم من خلف شاشة وتصلكم حروفي اينما كنتم في العالم.
لا يمكن ان يرتبط الانسان مع اقرانه وفق نظرية السبب والنتيجة وعلى اساسه تتم بلورة كل حياته وسلوكياته، لاننا بهذا همشّنا جميع المشاعر والاواصر الانسانية التي لا تنتظر مقابلا وليست لها سببا كالحب مثلا والعطاء. لكن ومجاراة مع قوالبكم ومفاهيمكم المتحجرة ارتأيت ان العب بذات اوراقكم.
الغيرية: هي الانجذاب العاطفي والجنسي بين شخصين مختلفين في الجندر (الجنس) اي رجل وامرأة. لكن هل تأملنا يوما في اسبابها؟
اسباب سياسية: احد اهم اسباب الغيرية هي الفاشية، وهو وصف لشكل راديكالي من السلطوية. حيث نرى الكثير من السلوكيات البشرية واساليب الحياة قد نهجت هذا النهج لغرض للسيطرة والهمينة على سلوكيات اخرى لا تتعادل معها من حيث العدد وفرضت قوتها وقولبتها عليها، الفاشيون السترايت يظنون ان لهم كامل الحق في فرض ستايل حياتهم على الاخرين مهما اختلفوا وازاحتهم حتى. وان لهذا ارتباطا وثيقا باسباب اخرى تاريخية واجتماعية سآتي على ذكرها.
اسباب تاريخية: منذ انقلبت سيادة العالم دينيا وسلطويا لصالح الرجل وغدى المجتمع بطريركي متسلط عنيف تسيطر وتدمر فيه الامم الاقوى على الاضعف، تصاعدت الحاجة للتكاثر فصارت واجبا والزاما ان تخضع المرأة وتلبي نداء الاخصاب والتكاثر. واتخذ الرجل من شكل العلاقة بينه وبين المرأة الاستتراتيجية الامثل لفرض سيطرته على اكثر من نصف المجتمع واخضاعه وتربية وتنشئة الاجيال اللاحقة وفقا لشعار الرجل رب الاسرة والسيد في المجتمع والمحارب على الارض.
اسباب دينية: كما انقلبت سيادة العالم تاريخيا وسياسيا لصالح الرجل تهدمت معها صروح الآلهه الانثى وصار الرب ذكرا، رب الاديان الابراهيمية وما سبقها. ولعل اول اسس تثبيت هذه الاديان وترسيخها في المجتمع هو اخضاع المرأة من قبل الرجل الكائن النقيض وحصرها وظيفيا على خدمته وطاعته والتفريخ فقط. ولعل من اوضح احاديث نبي الاسلام محمد هو"تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة" يؤكد السببين الذين ذكرتهما سابقا التاريخي والديني. من المعروف انك اذا اردت ان تهدم نظاما ايدلوجيا ما كهذا الذي نعيشة فانك تحتاج الى ثلاثا: امراة حرة، ارادة حرة وحرية تعبير.
اسباب اجتماعية: ان هذه الاسباب جميعا بلا ريب متصلة مع بعضها مشكلة اسسا لمجتمعاتنا المتقولبة المغلقة كما اسلفت. كل ذلك كون نظاما ومفاهيما نمطية للعيش وايدلوجية فاشية ترفض اي مختلف بعد ان سادت وصارت قاعدة. فنجد اليوم الاجيال البشرية تتناقل عبر الDNA قاعدة ان العلاقات يجب ان تكون بين زوجين مختلفين بالجنس متشابهين بالدين الغرض منه ارضاء المفاهيم الكونكريتية هذه والتكاثر فحسب حتى لو كانت على حساب سعادة افراد هذه المنظومة. وهي ترفض وتعزل اي شخص يحاول التفكير خارج هذا الصندوق او حتى العيش متظاهرا بعدم وجوده من الاساس.
اسباب نفسية: في مجتمعاتنا المريضة بدوري السجان والسجين، المسيطر والمسيطر عليه، من البديهي ان نجد الشخص السترايت يعاني الكثير من العقد النفسية كان تكون بسبب نشاته في بيت ذكوري متسلط فتطورت شخصيته حسب جنسه لاحد القطبين اما المسيطر (الرجل) او المسيطر عليه (المرأة)، او قد تكون عقدة انعدام ثقة وضعف شخصية وشعورا بالنقص، فتبرز هنا شخصية سي السيد الذي يحاول تعزيز ثقته بنفسه بالسيطرة على المرأة وتعنيفها او لغرض سد فجوة ما برجوليته يعوضها بلعب دور السجان على امرأته، وهنا تعتاد الضحية التي تدجّنت منذ الصغر على ان تكون تابعه له ومطيعه، لا حول لها ولا قوة. ويتدخل الدين مجددا بجعل الرجل قوّاما على المرأة من جميع نواحي الحياة، فنجدها تستسهل الامر ولا تستقل اقتصاديا عنه وترضى بمعيشه الذل تحت وطأته فقط لانها تبرمجت على هذا الدور دينيا ونفسيا واجتماعيا.
بعيدا عن كل الاسباب اعلاه ولكوني انسانه اعيش بدون اي صناديق اود بان اقول بان قاعدة التكاثر ثابته علميا -حتى الان- اذ تتم عن طريق الاتصال الجنسي بين رجل وامرأة. لكن هذه القاعدة لا يمكن ان تنطبق على العلاقات والحب بين البشر، فهي لا تصلح الا للتكاثر فقط وليست نظام عيش يصلح للجميع ولا سببا لسعادتهم. المشاعر لا يمكنها ابدا الخضوع لاي قوانين وقواعد ولا يمكن تبوبيها وفقا للسبب خاصتكم والنتيجة.
ما هو شعورك الآن عزيزي السترايت بعد ان وضعتك في الكفة الاخرى من الميزان؟

No comments :

Post a Comment

المعجزات قصص للاطفال- روان يونس