يوميات مجاهد في الجنة:
اليوم الأول:
بعد الوقوف طويلا في طابور الحساب.. وصل دوره امام الله. نظر اليه الله وجده (كل حته لوحدها) .. سأله الله الملائكة عن السبب فأجابوه بانه انتحاري فجر نفسه لينصر دينه الإسلام.
ابتسم الله ثم أمر الملاك جراح تجميل بان يخيط له أجزاءه المتوفرة مع بعضها واي جزء مفقود (مش مهم كلو زي بعضوا)!
ثم امر الملاك صابونه بان يغسله لان رائحته عفنه، بعدها وصل للملاك درزي (الخياط بالتركية) فأخاط له ثوبا من استبرق (لا تسالوني ما اعرفه بس مكتوب بالقرآن)! مع زراير ذهب.. ثم أرسله للملاك (Burberry: ماركة عطري المفضل) ^_^ كي يعطره بالمسك اي دم الغزال.
فرشوا له السجاد (الأحمر) طبعا بلون الدماء التي سفكها وصولا لباب مصعد جنة الله حيث كان ينتظره الملاك (عبدو البواب) الذي رافقه للمصعد حتى الطابق السادس من الجنة.
دخل الجنة فوجد بانتظاره فرس (ليموزين) بيضاء مجنحة مخصصه لتقله الى قصره، بباب القصر وجد (النخلة) التي وعده الله بها مغروزة شامخة..
دخل قصره الرائع الذي لم يرى مثله من قبل حتى وصل لغرفته الخاصة فوجد 72 حورية بانتظاره...
الغريب انه مجاهد (مقطع الاعضاء) الا عضو واحد كان ربه قد حفظه له والدليل على ذلك هو (تفاعل) هذا العضو مباشرة مع ما وقعت عليه عيناه من حور العين المختلفة صفاتهن والوانهن.. هجم عليهن كالثور راميا نفسه في الوسط.. لكنه تفاجأ بأن جميع الحوريات هن حوريات بالفعل أي ان الجزء الاسفل من جسدهن (سمكة)!
تعوذ من الشيطان متأففاً ذهب لغرفة الطعام حيث أكل هناك ما لذ له وطاب وشرب أنواع الخمر والعسل كما وعده ربه، ملأ معدته قدر ما استطاع.. ونام.
.....يتبع
اليوم الثاني:
استيقظ المجاهد بعد ان نام كذا الف سنة حسب توقيت الله (الخرافي) وكانت (روحة طالعة) بسبب (البوري) الذي اكله ليلة امس حين رأى ان النصف السفلي للحوريات هو مجرد سمكة.
قرر أن يجوب الجنة طولا وعرضا بحثا عن بديل لهن فلربما يجد (أحد زوجاته) التي كان يضربهن في الدنيا (لنشوزهن) ويدعو عليهن بالنار لانه لم يكن راضيا عن سلوكهن (الخروفي) معه رغم التزامهن بكل تعاليم شرع الله، وسبب حقده هذا عليهن هو انه دخل بيته فجأة مرة فوجد احداهن مكشوفه النقاب فوقعت عيناه عليها هكذا (لاول مرة) حيث اكتشف انها كانت (حولة).
هنا دمدم ببضع من كلمات محمد "من غشنا فليس منا" ونزل عليهن يوبخهن ويتوعدهن بعدم رضاته عنهن وبان مصيرهن سيكون النار.
تجول المجاهد في الجنة كثيرا و(ملأ) بطنه تماما لكنه لم يعثر على أي من زوجاته.. هنا وقف نادما كونه دعا عليهن بالنار يومها وتحسّر عليهن.
ثم تذكر وعد ربه بالغلمان المخلدين الذين يطوفون عليه بما لذ وطاب. فهرع مسارعا لقصره هائجا وظل يبحث في الغرف حتى عثر عليهم، سبحان الله..سبحان الله والحمد لك انك كنت من الصادقين.
طب تراش اه دوووووم طب عاااا وششششششششششش.. آي.
اليوم الثالث:
يوم جديد تجول فيه المجاهد في الجنة تعبا مرهقا بعد (ليلة صاخبة زيّ الفل) قضاها مع الغلمان بقصره، كان يبحث عن نهر من انهار الجنة يغتسل به ليستعيد نشاطه. لفت انتباهه احتشاد مجموعة من المجاهدين وعلماء الدين ورجال السياسة التابعين للحكومات الاسلامية كالاخوان وغيرهم يهتفون بحماس لأمر ما مما اثار فضوله.
اقترب قليلا فوجد منظرا هائلا يطل على الحجيم حيث يتعذب هناك الكفرة الزناديق. اشتعلت النيران في دمه وتذكر تاريخه البطولي الجهادي حين كان يدافع بحنكة عن دين الله وعقديته وبخضّم حماسه التقط حجرا من الأرض اشعارا من عقله الباطن ليرميه عليهم، طبعا كونه متعود على رجم الشيطان اثناء مراسم الحج ورجم النساء حتى الموت وضرب اعدائه (ببلوكات حجرية) على رؤسهم اثناء معاركهم لنصرة دين الله.
لكنه تردد قليلا كون الحجر جميل أخّـاذ ياقوته من كنوز الجنة فخبأه بجيبه وفضل المشاهدة فقط. اول ساعات قضاها يراقب بسادية مهعودة المشهد حيث الناس في النار بين شوي وقلي وتمزيق وسلخ وصراخهم يتصاعد كل حين. بعد عدة ساعات اخرى شعر بالنعاس والملل والقليل من الغثيان، فقرر المضي عائدا للتجول في الجنة حتى لفت نظره احدهم وهو يصرخ متعذبا في الجحيم، انه الرجل الذي يبيع الحلوى بآخر الشارع اذ يتجمع حوله الاولاد كل صباح اثناء ذهابهم للمدرسة يشترون منه ويمزحون معه. تذكر تلك اللحظة التي صرخ بها (الله اكبر) وهو يسحب زناد حزامه الناسف كانت آخر نظره له هي باتجاه ذلك الرجل حوله الأولاد يلعبون ببالونات جلبها لهم!
- المجاهد محاولا التكلم مع الرجل: "هي انت...يا هذا.. لماذا انت في جهنم؟ كان يفترض ان تكون معي في الجنة لانك متّ شهيدا! ما الذي فعلته كي تكون في الجحيم بينما انا هنا في الجنة؟"
فكر المجاهد: "مهلا، كيف يكون شهيدا؟ انا هو الشهيد الوحيد بالعملية الانتحارية التي قمت بها نصرة لدين ربي، اذن لماذا نشيع ضحايا الانفجار على انهم شهداء؟ ولماذا مات هو بانفجاري ماذا فعل كي يستحق هذا العقاب؟ (خره بحظي اني شلي بهاي الطلابة اروح ادور لي نهر خمر اسكر بيه وانسى).
بعد أسبوع أي ما يعادل كذا ألف سنة حسب توقيت الله في (جناته وجحيمه) وضواحيهما:
عاش المجاهد أيامه في الجنة هكذا بين أكل وشرب ونكاح ونوم ويعيد الكرّة كل مرة. شعر بالملل الشديد ففكر أن يراقب ربه ماذا يفعل بعد أن انتهى من مهمته مع بني البشر وأوصلهم للمحطة الأخيرة وحاسبهم ووزعهم بين الجنة والنار.
كان ربه مستلقيا على عرشه وبيده ريموت كنترول يشاهد شيئا ما متململا هو الآخر. اقترب بدافع الفضول ليرى ما يشاهده ربه فلربما تكون قنوات كيبل؟ لكن من أين له بها وقد محي كل شيء على الأرض واندكت دكا؟ ربما تكون شاشات مراقبة لكائنات أخرى غير البشر على كوكب آخر. أو ربما يراقب الجنة والنار بنفسه وينظم أمورهما.
تكاثرت الأسئلة برأسه كالبكتريا وهو يسير نحو عرش الله دون أن يصل! حتى انتبه إلى انه قطع مسافة طويلة جدا لكن العرش يبتعد كلما اقترب منه. ما الذي يحصل إذن؟ تعب وقرر أن يستريح عند شجرة تفاح ويراقب ربه من بعيد وهو يفكر لحظتها بالسراب الذي كان يطارده في الصحراء. كانت إحدى حور العين الخاصات به تختبئ خلف الشجرة وحين رأته قطفت له تفاحه وقدمتها له. كان تعبا جائعا فقضمها دون تردد.
فجأة...
وجد أن الأرض تنخسف من تحته وصوت ربه الجلل يصرخ به بالعقاب : انتو ما تتعلمون الدرس؟ مو آدم أكل التفاحة وانطرد من الجنة؟
روح أنت بجهنم.
المجاهد أشار لربه بــ (Middle Finger).
....يتبع
روان يونس
Subscribe to:
Post Comments
(
Atom
)
No comments :
Post a Comment